الربو الشعبى

ما هو الربو الشُعبي ؟

هناك التعريف القديم للربو بأنه نوبات متكررة من ضيق الشعب الهوائية مما ينتج عنه ضيق التنفس والسعال والأزيز، و ترتب على هذا التعريف أن العلاج كان يتركز في موسعات الشعب الهوائية وأدوية السعال. أما التعريف الحديث للربو فيعرف بأنه عملية التهابية مزمنة بالشعب الهوائية يقوم بها عدد من الخلايا الالتهابية، بعضها موجود بالشعب الهوائية وبعضها في الدورة الدموية.

الربو الشُعبي والسدة الرئوية:

هناك اختلاف جذري بين الربو الشُعبي والسدة الرئوية ولابد من التفريق بينهما حتى يمكن التشخيص السليم, والتاريخ المرضي يختلف بالكامل فمريض الربو الشُعبي قد يكون يعانى من حساسية مباشرة ناتجة إما عن أكل أو شرب أو رائحة معينة، أو مظاهر حساسية أخرى مثل حساسية الأنف أو العينيين أو أي مكان آخر في الجسم.

ومريض الربو عادة يكون أصغر سناً أما مريض السدة الرئوية فيكون أكبر سناً ويكون مدخناً ويعاني من الكحة بسبب تدخينه ولكنه يستمر في التدخين وإهمال العلاج مما يؤدي إلى إصابته بضيق الشعب الهوائية المستمر والذي يتعافى جزئيا فقط عند العلاج بموسعات الشعب الهوائية وبالتالي يعانى من النهجان المستمر.

أما عن أعراض المرض فتظهر على مريض الربو في أي وقت حتى أنها توقظه ليلاً بصورة متكررة، ويعاني من ضيق في النفس ونهجان وكحة. أما مريض السدة الرئوية فيعاني من النهجان والكحة بالإضافة إلى حالة هزال وضعف واضحة.

أعراض الربو الشُعبي:

وتحدث في أي وقت ولكنها تكثر بصورة تقليدية في الليل المتأخر

1ـ نوبات من السعال أو الكحة الجافة وقد يكون مصحوباً بمخاط .

2ـ أزيز أو صوت تصفير أثناء الزفير.

3ـ صعوبة في التنفس.

4ـ انقباض في الصدر وآلام في عضلات الصدر والبطن بسبب المجهود الزائد في التنفس .

تشخيص الربو الشُعبي:

إن تشخيص الربو الشُعبي هو إكلينيكي بالدرجة الأولى أي من خلال الفحص الطبي بسماعة الطبيب, أما الإجراءات الأخرى مثل الأشعة الصدرية واختبارات التنفس فهي ثانوية وقد يحتاجها الطبيب لتحديد شدة الحالة المرضية أو استبعاد أحد الأمراض التي قد تصيب الرئتين.

أسباب الربو :

لا توجد أسباب محددة ولكن هناك عوامل وراثية قد تزيد من نسبة الإصابة بالربو الشُعبي, وهناك مهيجات تعمل على إثارة الشعب الهوائية وحدوث نوبة الربو الشُعبي وزيادة حدتها. وقد تمر أوقات على مريض الربو الشُعبي دون حدوث أي أزمات ربوية ولكن عند التعرض لمهيجات الشعب الهوائية تحدث الأزمة أو النوبة الربوية والتي تختلف شدتها من شخص لآخر كما تختلف باختلاف المثير أو المهيج للشعب الهوائية.

المهيجات الشائعة للربو الشُعبي:

1ـ الغبار والعوالق الترابية: 

سواء في المنزل أو في الشارع, ففي المنزل فإن الغبار يحوي على كائنات دقيقة تعرف باسم العثة المنزلية, وتكون موجودة في المفروشات كالسجاد والموكيت والستائر الثقيلة وأغطية الفراش كاللحف والشراشف والبطانيات.

2ـ تلوث البيئة:

دخان السجائر والمصانع وعوادم السيارات وغيرها.

3ـ البخور والعطور:

أيضاً تسبب حدوث تهيج الشعب الهوائية وحدوث نوبات الربو الشُعبي .

4ـ التعرض للهواء البارد:

وخاصة من المكيفات التي لم يتم تنظيفها جيدا

5ـ المنظفات الصناعية والكيماويات والمبيدات الحشرية:

مثل الكلور والفلاش والبيروسول وغيرها.

6ـ الدهانات والأصباغ سواء للحوائط أو الأخشاب أو السيارات وغيرها:

مثل البوية والدوكو والتنر ومشتقات البترول مثل الجازولين والبنزين والغاز وغيرها.

7ـ إصابات الجهاز التنفسي العلوي.

مثل الزكام والأنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية.

8ـ الحيوانات المنزلية:

بسبب الفرو أو الشعر مثل القطط وأيضاً ريش الطيور.

9ـ حبوب اللقاح والنباتات:

في فترات تفتح الزهور فإن حبوب اللقاح في الهواء وأيضا بعض النباتات والقش قد تسبب تهيجاً في الشعب الهوائية.

10ـ بعض الأدوية:

مثل الأسبرين ومسكنات الآلام ويستثنى منها الباراسيتامول (بانادول), وأيضاً بعض أدوية ضغط الدم المرتفع ومنظم ضربات القلب مثل أتينولول(تينورمين).

التوتر النفسي يسبب الربو الشعب:

إن التوتر النفسي يلعب دوراً مؤثراً في حدوث الربو الشُعبي وخاصة في إصابة الأطفال بالمرض خاصة في الطفولة المبكرة..كما أنه يزيد من شدة النوبات المتكررة التي يعانى منها الأطفال المصابون.

ولقد أجريت دراسة بواسطة مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2005م من خلال 60 طفلا خضعوا للفحص و المراقبة الدقيقة حتى توصل الباحثون لنتائجهم التي دعمتها دراستان أخريان من فنلندا و المملكة المتحدة و التي أثبتت أن احتمالات تجدد النوبات تتزايد بمقدار الضعف في خلال 7 أسابيع من حالات التوتر النفسي الشديد.

كما أن نوبات الضحك أو البكاء الشديد عند الأطفال قد تؤدي إلى حدوث نوبة ضيق الشعب الهوائية.

التغيرات التي تحدث في نوبات الربو الشُعبي:

1ـ إعاقة الممرات الهوائية: أثناء التنفس العادي تصبح حزم العضلات اللاإرادية الناعمة حول الممرات الهوائية مسترخية ويمر الهواء بسهولة. لكن في مرضى الربو وبسبب الحساسية تنقبض هذه العضلات فيحدث ضيق في الممرات الهوائية فيمر الهواء بصعوبة في القصبات الهوائية, مما يجعل الشخص يعانى من صعوبة التنفس. وعندما تضيق الممرات والقصبات الهوائية يحدث صفير أثناء التنفس.

2ـ الالتهاب: الأشخاص المصابون بالربو تصبح شعبهم الرئوية منتفخة بسبب تجمع الخلايا الالتهابية والسوائل الالتهابية في جدار الممرات الهوائية مما يزيد من ضيق الممرات والشعب الهوائية. وعلاج هذا الالتهاب هو الطريق الرئيسي للسيطرة علي الربو.

3ـ تهيج الممرات الهوائية: الممرات الهوائية عند مرضى الربو تكون حساسة جدا لبعض المواد المهيجة فتضيق وتسبب حدوث نوبة الربو الشُعبي, وقد أشرنا إلى مهيجات الشعب الهوائية مثل حبوب اللقاح ومخلفات الحيوانات والأبخرة والغبار والدخان .

علاقة الربو بالتهاب المعدة أو ارتجاع المريء:

إن نسبة كبيرة من مرضى الربو الشُعبي (قد تصل إلى 75% في بعض الدراسات) يشتكون من التهاب متكرر بالمعدة وقد وجد أنهم يعانون من مرض الارتجاع المريئي المعدي حيث يعاني المريض من ارتجاع الحامض من المعدة إلى المرئي مما قد يزيد من سوء حالة أعراض الربو.

لهذا فإن علاج الارتجاع يخفف أعراض الربو. والارتجاع يزيد بعد الأكل أو الرياضة أو بعد النوم. وقد لوحظ أنه لا يستجيب لعلاج الربو التقليدي. وهناك قواعد عامة لتجنب حدوث الارتجاع:

1ـ ترفع الرأس أثناء النوم 30 درجة تقريبا لجعل الجاذبية تشد الحامض المعدي للمعدة.

2ـ تناول وجبة العشاء قبل النوم بثلاث ساعات وتكون الوجبة خفيفة.

3ـ التخسيس: لأن السمنة في منطقة البطن تؤدى إلى ضغط البطن على الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى تقييد اتساع الرئة عند التنفس.

4ـ تجنب الطعام الدسم والشيكولاتة والنعناع والشاي والقهوة والكولا و التدخين . لأنها ترخي الجزء الأخير من المريء الذي به فتحة المريء في المعدة.والحد أيضا من تناول الطماطم والفواكه الحمضية والعصائر, لأنها تزيد حموضة المعدة.

5ـ الأدوية التي تعالج ارتجاع المريء مثل أو ميبرازول أو رانيتيدين أو غيرها كما يمكن الاستفادة من ميتوكلوبراميد ( بريمبران ) وغيرها.

أنواع أدوية الربو الشُعبي:

تنقسم أدوية الربو الشُعبي إلى قسمين رئيسين وهما:

أولاً: موسعات الشعب الهوائية:

مماثلات مستقبلات بيتا وهي:

أ ـ سريعة وقصيرة المفعول مثل سالبيتامول ( فنتولين ) وتربيوتالين ( بريكانيل ) وتوجد في صورة بخاخ وحبوب وشراب أو محلول للاستخدام في جهاز البخار, وتستخدم في أزمات الربو الحادة.