جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
طب الاسرة فى التامين الصحى الإجتماعى
نتكلم اليوم عن مشروع قومى لا يحتمل الإنتظار قد يستغرق 5 سنوات من العمل الجاد لابد أن يتشارك فيه هيئة التأمين الصحى والزمالة المصرية ووزارة الصحة وأقسام طب الأسرة بالجامعات المصرية وقد يشترك فى التنظيم أيضا التنمية الإدارية وهو مشروع تحويل الطبيب الممارس العام بالتأمين الصحى إلى طبيب أسرة شامل متخصص وتحويل عيادات الممارس بالتأمين إلى مراكز طب أسرة رئيسية مما يرفع مستوى الرعاية الصحية على الأقل 50% ويوفر حوالى 85% من تكلفة العلاج للتأمين الصحى والمريض معا فكيف يكون ذلك؟
بداية الرعاية الطبية كانت وما زالت عندنا بمصر تنظر إلى المريض كمرض وإلى المرض كعضو وأصبح التوجه العلاجي الى المستشفيات والتخصصات الفرعية العليا مما أدى الى إرتفاع الكلفة العلاجية على المريض بشدة وفقدان الصلة بين المريض والطبيب وأصبح ما يقدم من خدمة لا يفى بالإحتياجات الأساسية لمتطلبات صحة المجتمع ككل فكان الحل الأمثل هو طبيب الاسرة والملف الطبى للفرد والأسرة الذى يختصر الوقت والجهد ويقدم رعاية طبية مستمرة للوحدة الأولية للمجتمع وهى الاسرة وعلينا ان نتذكر أن الأطباء الأوائل كانوا أطباءً عموميين، ولآلاف السنين قدموا كل الخدمات الطبية الممكنة فكانوا يقومون بالتشخيص والعلاج وإجراء الجراحات والتوليد وكل ما يمكنهم عمله لتخفيف معاناة المريض أيًا كانت المشكلة التي يعانى منها.
وفى مفهوم الطب البشرى الحديث طبيب الأسرة هو حارس البوابة أو ما يسمى Gate keeper وهو صورة متقدمة جدا من الممارس العام بالمفهوم القديم ولكنه طبيب فى الحقيقة صديق للعائلة مستواه مرتفع علميا ويجب أن تربطه بكل أسرة الرابطة النفسية الإجتماعية السليمة وهى أساس العلاج الحديث لأن الامراض هذه الأيام لها الجانب البيولوجى والنفسى والإجتماعى فى نفس الوقت وهو طبيب متخصص أى اخصائى وربما إستشارى ويتميز بتقنية ومعرفة تؤهله لتقديم رعاية صحية شاملة ومستمرة كرعاية وقائية و علاجية لكـــل فــرد بغض النظر عن الجنس أو العمر أو طبيعة المشكلة سواء كانت مرضا عضوياً أو نفسياً أو سلوكياً فهو يدرس التقنيات الحديثة لعلاج الحالات الشائعة فى كل التخصصات كالباطنى والاطفال والأنف والاذن والرمد والجراحة والنساء والولادة إلى جانب إتخاذ كل إجراءات الوقاية بمختلف الاعمار ويقوم بتحويل الحالات المتقدمة للتخصصات الأخرى عند الإحتياج الفعلى فقط أى طبيب شامل من نوع خاص يناقش المريض فى خطة علاجه وحتى بعد التحويل لتخصص آخر يعود المريض إليه ليتابع معه برنامج وخطة العلاج.
والحقيقة التى لا يجب إنكارها أن الجميع فى السنوات الماضية (بصم بالعشرة) أنه لا تأمين صحى إجتماعى بدون طبيب الأسرة وأن الممارس العام بالوضع الحالى فقد دوره وفقد ثقة المريض الذى قد يذهب إليه فى حالات كثيرة فقط للتحويل لا أكثر ولا أقل ولكن أثناء مشروع السويس عمل كل فريق فى واد دون الآخر مما نتج عنه عدم التطبيق الفعلى ونسى الجميع أنه لا تطبيق لنظام لا يوجد الوحدة الأولية له وهى طبيب الأسرة ضمن فريق الرعاية الاولية الذى لابد وأن يضم طبيب وتمريض ومسجل طبى متخصص وأخصائى إجتماعى ويعمل بخطة متكاملة تستند على معايير جودة وإحصائيات وخطة مكافحة عدوى وغيرها.
لم تنجح مراكز طب الأسرة التابعة للوزارة لأنها تفتقد مقومات موجودة بالعيادات الشاملة للتأمين الذى تعود مبكرا على الدورة المستندية السليمة ويتواجد به المسجل الطبى والأخصائى الإجتماعى وكان يجب البدء بتحويل عيادات الممارس إلى مراكز (عمومية) لطب الأسرة.
ويذكر أن هذا المشروع الطموح يحظى بمباركة رئيس الهيئة الدكتور عبد الرحمن السقا ومدير إدارة التدريب الدكتورة سهير عبد الحميد كما أن المسئولين عن الفيديو كونفرنس بنظم المعلومات متحمسون جدا للمشروع والكثير من مديرى الفروع.
وقد تحدثت مع الأستاذة الدكتورة / نجوى عيد رئيس الزمالة المصرية لطب الأسرة ورئيس قسم طب الاسرة بكلية طب القصر العينى وأبدت ترحيبا بالمشروع على أن يتم توقيع مذكرة تفاهم مع رئيس الهيئة فى وجود الأمين العام للزمالة المصرية والبدء فى مشروع طموح يستند إلى التالى:
- دبلوم متخصص لطب الأسرة شامل للطبيب الممارس بالتأمين الصحى (بدون شرط السن).
- دراسة لمدة 12 ساعة إسبوعيا لمدة عام كامل تستهدف مبدئيا تخريج 250 طبيب أسرة من جميع وحدات التأمين فى العام الواحد.
- المحتوى العلمى: يتضمن 6 نماذج إكلينيكيه في (الأمراض الباطنية – الأطفال- النساء والولادة - الصحة النفسية – الأنف والأذن والحنجرة – الجلدية –طب العيون ) , بالإضافة إلى نماذج عملية في التحاليل والطب القائم على البرهان والأخلاقيات الطبية والبحوث الأساسية ومهارات الاتصال الفعال
- الطبيب الذى يكمل هذا الدبلوم التقنى فى طب الأسرة يسجل بنقابة الأطباء كأخصائى ثان طب أسرة ولابد أن يعامل داخل التامين الصحى كأخصائى ايضا.
- إمكانية إكمال الدراسة بزمالة طب الأسرة للمتميزين بهذا الدبلوم.
- إستخدام نظام الفيديو كونفرنس فى هذه الدراسة على مستوى فروع التأمين الصحى توفيرا للإنتقال للقاهرة وليكون هذا أول إستخدام تعليمى معتمد لشبكة التامين الصحى للفيديو كونفرنس
- إستحداث صفحة على البوابة الإلكترونية لطب الأسرة تضم جميع المحاضرات وكل ما هو جديد علميا فى هذا المجال.
ولى كلمة أخيرة أن صحة المواطن المصرى الآن هى رهن لهذا المشروع الطموح الذى لابد أن يتكاتف الجميع من أجله ويكفى ان نعرف ان أغلب أطباء الأسرة المصريين هجرونا إلى دول الخليج لأن طبيب الأسرة هناك يعامل معاملة متميزة ماديا وأرى ان يبادر الجميع لتبنى هذا المشروع والله الموفق
رئيس تحرير البوابة الإلكترونية
د. أيمن محمد الامين
الهيئة العامة للتأمين الصحى فرع القناة و سيناء